--------------------------------------------------------------------------------
أكتب الحروف من نـقش لـتعرف من كتب
أكتب لعيونك غزلاً وأنا أعلم أنك من كذب
أحببت فيك الشقاوة وكرهت من قال وحسب
كنت المتيّم بأحزانك حتى قيل أنه مني هرب
كانت كلها أوهـام أحلام تفرضها لمن وهب
...جعل فؤاده لسهامك ومقلته لعين كانت خشب
سأجعل الحكم لكل فقيه بالحب ومن وجب
أن يعتقـني منك يا خائن الروح دون تعب
غربة الروح كالحريق في القلب إن نشب
لا البعد يزيل مرارةً أبقت زاداً من رطب
حتى في قربك أذوق الآه تباعاً دون طلب
كان معدنك ثمين بلغة حصّاد أبدع وعجب
حتى استرخصت نفسك لتراب وكنت ذهب
متى ترجع لأرضك ألم تكفيك رحلة السحب
أبدلت وجوهاً تعجز عن عدها ألسنة إنسان
الصور واضحة ولكن الصميم يشبه بركان
تعاتبني إن نظرت لغيرك تحسبهم خلان
وتلوم في عيناي الإبتسامة لقلب يطلب أمان
كنت سيء الذوق فقد اخترتك منذ أزمان
لوّثت بياضاً حسبته شائبةً وأعطيتني برهان
خططت مصيرك بأحرف ترسمها بخذلان
مديح الكل لهيكل صور لم يثبت لك أوان
ردّك بالجفا أقلقني وزرع الشك لحديث لسان
لم يكن بوسعي الإختيار إمّا ذل لك وهوان
سأترك لك ذكرى عندي تهبني منك أشجان
وأمسح ما بقي منك عالقاً بين دهر وأحزان
نعم هذا أنا يا قاريء صوتي بضوء قمر
تحسبني متّ قهراً وهذا دليل أنك من هجر
لن تنفعك الآهات عني ولن تردعك صور
أصبحت بمملكتي كعبد لمليكه كان قد كفر
إن أقمت القصاص عليك فخائن مني ظفر
لأرفع من شأن وضيع حبّ يعيش في حفر
وتعلم أن هامتي لا تنظر إلى ذليل من بشر
فليرحم الله عيوناً تسوق لنا عبراً لمن شكر
لا أستكثر نفسي بين جموع كانوا لي بشر
في كل قلم أكتبه أذكر أني أنا عاشق السهر